تغزل السماء الغائمه سحابها المنثور على صفحتها.....كلمات عشق مبهمه......شفرات حب لم يفهمها الا هما .....ترسلها خلسه الى البحر الممدود امامها ...ساكنا ...عاجزا.
يقرا كلماتها ....تترنح مياهه ....تتخبط فى لهفه على صخوره....تهيج امواجه .....تعلو اكثر فاكثر علها تلامس وجهه السماء......يحاول مرارا وتكرارا دون جدوى .....يهدا رويدا رويدا......لكنه يمنى نفسه بلحظه الغروب ....لحظه احتضانه لشمسها فى جوفه ......حينما يلامس جزء منها كان عالق بين ثناياها ......كلما احتضنها اكثر كلما ازداد احمرار السماء خجلا ....حتى تختفى الشمس فى احضانه فتظلم السماء ...فلا يرى كل منهما الاخر ....تسرع فى اجتذاب قنديلها ......يضىء لها رؤيه حبيبها لامع ...سارح امام عينيها ......وان شعرت بغيره من عاشقين البحر السارحين فى جماله .....مدخرين اسرارهم فى احضانه .....تخفى قمرها سريعا....تحجبه وراء سحابها ......فلا تراه ولا يرى جماله احد .
سالتنى السماء متوسله .....نظرت الى بانكسار .....رايت دموعها تنهمر من حولى وفى كل مكان ......لقد ملت الفراق الابدى ...هجر لامفر منه ....وصال وهمى يلوح فى الافق .....امام عيناها ولا تستطيع الوصول اليه .
انا وحدى من يعلم بحبهما ......شعرت بحرارته منذ اول يوم وقفت على شاطىء بحرها ....الخانع ....المستسلم ...لم يحاول مسح دموعها ...لم يهب يوما لا لتقاطها بين يديه ...مكتفيا بشوق لاذع ....وحب بعيد المنال .
استجمعت شجاعتى ......اجتذبتها بقوه .....اجلستها بجوارى .....حاولت التملص .....حاول ان يلمسها بماؤه .....ابعدتها عنه بقوه .....قبلتها عنوه ....دفعتنى ....احكمت قبضتى عليها .
ازداد اضطرابا ...تخبطنى ماؤه بعنف ....لم افلتها........جمع ماؤه .......لملم زبده ......احتضن اسماكه .......صفعنى بحقد دفين بداخله.....امسكها بسرعه .....ابعدها عنى .....احتضنها بشوق جارف .....ذابت بداخله ......اختفت .....تلاشت ....لم ارى الا شبح ابتسامتها ....ونظره امتنان تطل من عينيها .